اثير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اثير

مرحبا بك في منتدى اثير: زائر


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

حبٌّ مستحيل

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1حبٌّ مستحيل Empty حبٌّ مستحيل الخميس أبريل 28, 2011 1:39 pm

صمت الرجولة

صمت الرجولة
Admin

انتهتْ محاضرة التاريخ بجامعة السربون الفرنسيّة

وخرجَ أحمد شاردَ الذهن يفكِّرُ فيما قاله الاستاذ

الفرنسى عن تحضُّر الشعوب الأوربيّة ، والذين

نجحوا فى تكوين اتحادٍ أوروبىٍّ بينهم ، ووحَّدوا

عملتهم وفتحوا الحدودَ بينهم رغمَ اختلاف اللغات

والمذاهب والأهواء...

********
وأخذ الغرابُ ينعقُ فى السماء ، فاضطربَ فؤادُه وهو

يتجه إلى كافيتيرا الكلية ؛ ليحتسىَ قهوته فى ذاك

اليوم البارد ، وتذكَّرَ حالَ أمته العربيَّة الواهنة

وخلافاتها السَّاذجة وظلم زعمائها لشعوبهم ...

حتى تنبَّه على صوت زميلته العربيَّة فى الكلية

( حياة الجزائريَّة ) وقد بادرته ببسمةٍ حنونٍ أسعدتْ

قلبَه الحزين مِن آلام الاغتراب ، ثمّ احتسيا القهوة

سوياً ، وحلَّقَ أحمد بخياله منتشياً مع أغنية

( أنا بعشقك ) للمطربة السوريّة ( ميادة ) فتعانقتْ

روحُهما مع ذاك الدفء العربىّ الجميل الذى كسرَ

برودة الجوِّ الأوروبىِّ ، وقد علتْهما طيورُ النورس التى

ظللتْ العاشقيْن بعزفها السيموفنىّ البديع معلنةً

مباركة السماء لهذا العشق الطاهر النبيل...

**********
وبينما ينعمُ الحبيبان بلذة العشق ، اختفتْ الطيور

وظلَّ الغرابُ وحده ينعقُ فى السماء ، و إذا

بزميلهما الثالث فى الكلية ( دافيد ) والذى ضايقَه

ذاك الود ، ومازالَ يحاولُ إفسادَ العلاقة بين الحبيبيْن

ولاييأسُ أبداً مِن فشله المتكرر معهما .....

**********
وقد تقررَ فى يوم 21 من نوفمبر 2009 أنْ تُقامَ مبارةٌ

حاسمةٌ فى كرة القدم بين مصر والجزائر ؛ ليصعدَ

الفائزُ منهما لنهائيات كأس العالم ممثلاً عن العرب

وقد تجمَّعَ الحبيبان المصرىّ والجزائريّة بأحد مقاهى

باريس ، وحولهما إخوانهما مِن العرب ، ووسط

الصفوف كان ( دافيد ) يترقَّبُ الحدثَ ، ويتصلُ بأخيه

الكبير الموجود بالملعب ، والمُندس بين الجماهير

المصريّة ، ثم يتصلُ بأخيه الآخر الجالس بين

الجماهير الجزائريّة ، حتى اشتعلَ الملعبُ بالنيران

فوجدَ ( دافيد ) الفرصة السانحة لتفريق المحبّين

والكلُّ صامتٌ يترقبُ صافرة الحكم لنهاية المبارة

ومازال الغرابُ ينعقُ فى السماء.....

*********
وما إنْ انتهتْ المبارة إذا ب( دافيد ) يقسمُ بأنَّ

الحكمَ قد ظلمَ المصريين ، وأنَّ المصريين أعظمُ

العربِ إبداعاً فاندفعَ بعضُ الجزائريين المتعصبين

يقللُ مِن شأن المصريين ، فردَّ عليه أحدُ المصريين

بحدِّةٍ مماثلةٍ ، فإذا بالجزائرىّ يعايرُ المصريين

بسمعة الفنانات المصريَّات ، وقد نسىَ دورَ مصر

فى مساندة الثورة الجزائريّة ... وهنا اندفعَ مصرىٌّ

يردُّ الإهانة لشقيقه الجزائرىّ مردداً : (إنَّ الجزائرَ

بلد المليون لقيط وليس المليون شهيد )

ونسىَ المصرىُّ دورَ الجزائر فى وقوفها معه

بحرب رمضان التى انتصرَ فيها على إسرائيل

انتصاراً حاسماً ، واحتدمَ الموقفُ بين

الشقيقين العربيين ، وسكتتْ الأصواتُ

الحكيمة ،وعلتْ أصواتُ الأسلحة البيضاء

وازدادتْ الجرحى ، فلاتعرفُ فيهم المصرىُّ من

الجزائرىّ ، حتى لفظَ رجلٌ جزائرىٌّ أنفاسَه الآخيرة

فتحوَّلتْ المنافسةُ الرياضيّة الشريفة إلى حربٍ قبليّةٍ

كحرب البسوس فى العصر الجاهلىّ ، وتناسَى

الشقيقان الإسلامَ والعروبةَ وأخوة الدم ....

***********
وعندما رأت ( حياة ) ابن وطنها الجزائرىّ وهو غارقٌ

بدمائه ويودِّعُ الحياةَ استشاطَ غضبُها ، وهزمَ

الشعورُ بالانتقام حبَّها لأحمد ، فصرختْ : فليسقطْ

المصريّون عملاء الأمريكان ... وتناستْ قلبَها

وأحلامَها ، وتباعدَ الحبيبان ، وأضحى كل واحدٍ

منهما يقفُ مع أهل بلده ، وجُرِحَ أحمدُ فى رأسه

فهتفَ : ليسقطْ الجزائريون عملاء فرنسا ..

وعادَ الغرابُ ينعقُ فى السماء...

**********
وانبرى الإعلامُ فى إشعال النيران المتأججة

فى النفوس ؛ ليلهيَهم عن فساد الحُكَّام

فخرجتْ المسيراتُ فى البلدين الشقيقين

وكلٌّ منهما تلعنُ الأخرى ، ومازال ( دافيد )

يبتسمُ للنجاح ، ومابرحَ الغرابُ ينعقُ فى السماء..

***********
ومرتْ الشهورُ وانتهى العامُ الدراسىُّ ، ولازالتْ

الحبيبة الجزائريّة تنظرُ لحبيبها المصرىّ نظرات

الحقد والكراهية والرغبة فى الانتقام ، حتى

حصلَ كلٌّ منهما على شهادته العلميّة ، وحانَ

وقتُ رجوع كلٍّ منهما لوطنه ، وفى مطار باريس

كان اللقاءُ الآخير بين العاشقين ، فنظرَ كلٌّ منهما

للآخر نظرة عتاب ممزوجةٍ بحزنٍ وحسرةٍ أليمةٍ

من فراقٍ وشيك ، وأضحى الفراقُ باعثاً على

إيقاظ الحب المدفون كالذهب الذى اعتلاه الترابُ

فعادَ لبريقه عندما حانَ الوداعُ ، فابتسمتْ

( حياة ) ابتسامة الجريح ، وابتسمَ أحمد وهو

يدراى دمعةً أبتْ أنْ تتوقفَ ، وتصافحا ، وبادرتْه

( حياة ) : اذكرنى بالخير عند أهلكَ يا حبيبى....

ومازالَ أحمد يتذرَّعُ ببصيصٍ من الأمل فجاوبها :

سأعودُ لكِ حبيبتى يوماً فانتظرى بزوغَ الفجر...

ومضى كلٌّ منهما بطريق ، ومازال الغرابُ

ينعقُ فى السماء ....

تمَّتْ بحمد الله

https://help1.ahlamountada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى