عاصفة فلسطين

حملت طفليها وركضت للبحث عن ملجأ يقها غضب الطبيعة بعد أن دُمّر منزلها بفعل العاصفة المفاجئة
لم يكن بإمكانها الصراخ وطلب الاستغاثة فقد كانت تحاول جاهدة زرع الطمأنينة في قلبي الصغيرين وكذلك حمايتهما من الخطر القائم في الطريق العاصف

في تلك اللحظة برق ضوء في السماء أنار الكون سماءه بأرضه فدوى من خلفه رعد أرعبها وطفليها فسارعت باحتضانهما وأغمضت عينيها .. دعت الإله بأن يفرج كربها... رباه احميني وطفلي..
ازداد الدوي أرهقها الخوف.. ذبلت.. أصابها اليأس ماذا سيحدث للصغيرين؟؟
ماذا سأفعل؟؟! بدأت الدموع تنهار مع انهيار قوتها وتمرد ضعفها أحست بدنو شخص...

سيدتي المكان خطر!! أتنتظرين احد ما؟
أومأت برأسها نافية فأجابها: هيا إذا عليكم المغادرة فوراً .. سأساعدك في حمل الصغيرين...
مضيا معاً ووصلا للملجأ وقد أكتظ باللاجئين... هناك من خسر منزله.. وهناك من لم يجد أسرته.. وهذا مصاب.. وذاك يطبب..الجميع لديه ما يشغله..

تناولت غطاء من على الطاولة أمامها وقامت بلفه حول صغيريها وحملت الآخر والتحفت به نظرت باتجاه الشاب لتشكره لكنه اختفى بين المسعفين واللاجئين أعادت بصرها نحو صغيريها فرأتهما يتعاركان وكأن شيء لم يكن اقتربت منهما مبتسمة قائلة: "بالرغم من أن العاصفة تدمر كل شيء إلا أنها تنثر البذور لتزرع الأرض من جديد